وأفادت وكالة مهر للأنباء إن الاكاديمي الايراني علي رضا شجاعي زند اعتبر إهمال علم الاجتماع لظاهرة الأربعين من حيث البحث العلمي والدراسة الاجتماعية يرجع إلى تاريخ تشكيل علم الاجتماع في ايران وتطوره. فعلم الاجتماع كبقية العلوم الانسانية المنتشرة في القرن العشرين، أسست من قبل الغرب ووضع مناهجه في جامعاته ثم انتقلت إلى الشرق عن طريق الطلاب الأوائل الذين درسوا في تلك الجامعات بالإضافة إلى الترجمات والتقليد.
وأوضح شجاعي زند إن نقل العلوم من الغرب أمر طبيعي لكن التوقف عند النقل دون الاجتهاد خطأ كبير، مشيراً إلى ان علم الاجتماع من العلوم التي توقفت عند خطوط الغرب والسبب في ذلك عدم وجود الحوافز لتخطي هذه الحدود.
وأكد الأكاديمي الايراني ان وضع العلوم الاجتماعية في أطر محلية أمر طبيعي وضروري لكل مجتمع، ومثل هذه الخطوات تحتاج إلى وقت وجهد الأمر الذي لم يأخذ على محمل الجد حتى الآن ولا سيما إن الخطاب السائد بين المختصين في علم الاجتماع والمعتمد عليه عند الغالبية هو خطاب غربي انتقل مع هذا العلم.
ونوه شجاعي زند إلى مايروج به البعض بأن ظاهرة الاربعين أو ظواهر مذهبية أخرى تقبع خلفها سياسة حكومية خاصة لهذا فهي تخرج من أطر الظواهر الاجتماعية، مستنكراً أن تكون السياسة محركاً لظاهرة قديمة اجتماعية، وحتى ولو افترض البعض ذلك إلا أنه لايمنع من دراسة هذه الظاهرة في المجتمع الايراني والخروج عن الخطاب الغربي في علم الاجتماع.
ووقال الاستاذ الايراني في علم الاجتماع: هذه الحادثة التاريخية الدينية وقعت منذ زمن بعيد وهي حادثة مؤلمة أثرت على المجتمع في ذلك الزمن ولازالت أصداء هذه التأثيرات موجودة حتى الآن. ولكن الأهم دراسة الأسباب والدوافع التي أدت لهذه الظاهرة، والماهية الحقيقة التي تقف وراء الكارثة التي حدثت في كربلاء.
وأضاف ان بعض الباحثين يذكرون وظائف خاصة لهذه الظاهرة تمكن الناس من حل بعض المشكلات، مما يجعل الاستمرار في هذه الظاهرة ضرورة وظيفية، معتبراً: ان المشاركين في ظاهرة الأربعين لا يهتمون لهذه الوظائف، وإن كانت موجودة بالفعل إلا إنها لا تأخذ حيز هام من حقيقة الظاهرة.
وأشار شجاعي زند إلى ان الخط البياني لهذه الظاهرة تغير عبر التاريخ لأسباب مختلفة لكنه اليوم في أعلى نقطة ولهذا يجب النظر إلى هذه الظاهرة بشكل جدي وبحثها بإبعادها المختلفة. /انتهى/.
تعليقك